فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال: إنه أتى أبا جهل يوم بدر وبه رمق فقال: هل أعمد من رجل قتلتموه.
وقال عكرمة: قال المشركون والله ما نعرف ما جاء به محمد فافتح بيننا وبينه بالحق فأنزل الله عز وجل: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} يعني إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.
وقال السدي والكلبي: كان المشركون لما خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين واكرم الحزبين وأفضل الدينين ففيه نزلت: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح.
يعني: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.
وهو على ما سألوه فكان النصر لأهدى الفئتين وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر قال: قال معاذ بن عمرو بن الجموح: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر أمر بأبي جهل بن هشام أن يلتمس في القتلى فقال: اللهم لا يعجزك، فلما سمعتها جعلته من شأني فعمدت نحوه فضربته ضربة طيرت قدمه بنصف ساقه قال: وضربني ابنة عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلده وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني جعلت عليها قدمي ثم تمطيت بها حتى طرحتها ثم مر بأبي جهل وهو عفير معاذ بن عفراء فضربه حتى أتبته وتركه وبه رمق فمر به عبد الله بن مسعود قال عبد الله وجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه فقلت هل أخزاك الله يا عدو الله قال وبماذا أخزاني أعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدبرة قلت لله ولرسوله.
روي عن ابن مسعود أنه قال: قال لي أبو جهل لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبًا ثم احتززت رأسه ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله هذا رأس عدو الله أبي جهل قال: آلله الذي لا إله غيره فقلت نعم والذي لا إله غيره ثم ألقيته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله.
وقال أبي بن كعب: هذا خطاب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله للمسلمين إن تستفتحوا أي تستنصروا فقد جاءكم الفتح أي النصر (خ) عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يصير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون.
قلت: استدل البغوي بهذا الحديث على ما فسر به أبي بن كعب الآية وفيه نظر، لأن هذه الواقعة المذكورة في الحديث كانت بمكة والآية مدنية، فلا تعلق للحديث بتفسير الآية والله أعلم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا الله ببدر وسأله إنجاز ما وعده من إحدى الطائفتين وألح في الدعاء والمسألة حتى سقط رداؤه وقال الله سبحانه وتعالى مجيبًا له: {إن تستفتحوا} يعني تطلبوا النصر وإنجاز ما وعدكم الله به فقد جاءكم الفتح يعني فقد حصل لكم ما طلبتم فاشركوا الله على ما أنعم به عليكم من إجابة دعائكم وإنجاز ما وعدكم به وهذا القول أولى لأن قوله: {فقد جاءكم الفتح} لا يليق إلا بالمؤمنين.
هذا إذا فسرنا الفتح بالنصر والظفر على الأعداء.
أما إذا فسرناه بالقضاء والحكم لم يمتنع أن يراد به الكفار.
أما قوله سبحانه وتعالى: {وإن تنتهوا فهو خير لكم} فهو خطاب للكفار يعني وإن تنتهوا عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم وعن تكذيبه فهو خير لكم في الدين والدنيا أما في الدين بأن تؤمنوا به وتكفوا عنه فيجعل لكم بذلك الفوز بالثواب والخلاص من العقاب.
وأما في الدنيا فهو الخلاص من القتل والأسر {وإن تعودوا نعد} يعني وإن تعودوا لقتال محمد صلى الله عليه وسلم نعد بتسليطه عليكم ونصره عليكم {ولن تغني عنكم فئتكم} يعني جماعتكم {شيئًا} يعني لا تغني عنكم شيئًا {ولو كثرت} يعني جماعتكم {وأن الله مع المؤمنين} يعني بالنصر لهم عليكم يا معشر الكفار. اهـ.

.قال أبو حيان:

{إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}
تقدّم ذكر المؤمنين والكافرين وسبق الخطاب للمؤمنين بقوله: {فلم تقتلوهم} وبقوله: {ذلكم} فحملة قوم على أنه خطاب للمؤمنين ويؤيده قوله: {فقد جاءكم الفتح} إذ لا يليق هذا الخطاب إلا بالمؤمنين على إرادة النصر بالاستفتاح وأنّ حمله على البيان والحكم ناسب أن يكون خطابًا للكفار والمؤمنين فإذا كان خطابًا للمؤمنين فالمعنى أن تستنصروا فقد جاءكم النصر {وإن تنتهوا} عن مثل ما فعلتموه في الغنائم والأسرى قبل الإذن {فهو خير لكم وإن تعودوا} إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم كما قال: {لولا كتاب من الله سبق} الآية ثم أعلمهم أنّ الفئة وهي الجماعة لا تغني وإن كثرت إلا بنصر الله ومعونته ثم آنسهم بإخباره أنه تعالى مع المؤمنين.
وقال الأكثرون هي خطاب لأهل مكة على سبيل التهكم وذلك أنه حين أرادوا أن ينفروا تعلّقوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم انصر أقرانا للضيف وأوصلنا للرحم وأفكنا للعاني إن كان محمد على حقّ فانصره وإن كنا على حقّ فانصرنا، ورُوي أنهم قالوا: اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين، ورُوي أن أبا جهل قال صبيحة يوم بدر: اللهم أينا كان أهجر وأقطع للرحم فاحِنه اليوم أي فأهلكه، وروي عنه دعا شبه هذا، وقال الحسن ومجاهد وغيرهما: كان هذا القول من قريش وقت خروجهم لنصرة العير، وقال النضر بن الحرث: {اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك} الآية وهو ممن قتل يوم بدر، وعلى هذا القول يكون معنى قوله: {فقد جاءكم الفتح} ولكنه كان للمسلمين عليكم، وقيل معناه: {فقد جاءكم} ما بان لكم به الأمر واستقرّ به الحكم وانكشف لكم الحقّ به، ويكون الاستفتاح على هذا بمعنى الحكم والقضاء وإن انتهوا عن الكفر وإن تعودوا إلى هذا القول وقتال محمد بعد {نعد} إلى نصر المؤمنين وخذلانكم، وقالت فرقة: {إن تستفتحوا} خطاب للمؤمنين وإن تنتهوا خطاب للكافرين أي وإن تنتهوا عن عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم {فهو خير لكم وإن تعودوا} لمحاربته {نعد} لنصرته عليكم، وقال الكرماني: {وإن تنتهوا} عن أمر الأنفال وفداء الأسرى ببدر {وإن تعودوا} إلى معصية الله: {نعد} إلى الإنكار وقرئ: ولن يغني بالياء لأنّ التأنيث مجاز وحسنه الفصل، وقرأ الصاحبان وحفص: {وأن الله} بفتح الهمزة وباقي السبعة بكسرها وابن مسعود {والله مع المؤمنين}. اهـ.

.قال أبو السعود:

{إِن تَسْتَفْتِحُواْ}
خطابٌ لأهل مكةَ على سبيل التهكم بهم وذلك أنهم حين أرادوا الخروجَ تعلقوا بأستار الكعبةِ وقالوا: اللهم انصُرْ أعلى الجُندَيْن وأهدي الفئتين وأكرمَ الحِزبين، أي إن تستنصروا لأعلى الجندين {فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح} حيث نصَر أعلاهما وقد زعمتم أنكم الأعلى فالتهكمُ في المجيء، أو فقد جاءكم الهزيمةُ والقهرُ فالتهكم في نفس الفتحِ حيث وضع موضعَ ما يقابله {وَإِن تَنتَهُواْ} عما كنتم عليه من الحِراب ومعاداةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم {فَهُوَ} أي الانتهاء {خَيْرٌ لَّكُمْ} أي من الحِراب الذي ذُقتم غائلته لِما فيه من السلامة من القتل والأسرِ، ومبنى اعتبارِ أصلِ الخيرية في المفضل عليه هو التهكم {وَإِن تَعُودُواْ} أي إلى حِرابه عليه الصلاة والسلام {نَعُدُّ} لما شاهدتموه من الفتح {وَلَن تُغْنِىَ} بالتاء الفوقانية وقرئ بالياء التحتانية لأن تأنيثَ الفئةِ غيرُ حقيقي وللفصل أي لن تَدفعَ أبدًا {عَنكُمْ فِئَتُكُمْ} جماعتُكم التي تجمعونهم وتستعينون بهم {شَيْئًا} أي من الإغناء أو من المضاربة وقوله تعالى: {وَلَوْ كَثُرَتْ} جملةٌ حالية وقد مر التحقيق {وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين} أي ولأن الله معينُ المؤمنين كان ذلك، أو والأمرُ أن الله مع المؤمنين، ويقرب منه بحسب المعنى قراءةُ الكسر على الاستئناف، وقيل: الخطاب للمؤمنين والمعنى إن تستنصِروا فقد جاءكم النصرُ وإن تنتهوا عن التكاسل والرغبةِ عما يرغّب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خير لكم من كل شيء لما أنه مناطٌ لنيل سعادة الدارين وإن تعودوا إليه نعُدْ عليكم بالإنكار وتهييجِ العدو ولن تغنيَ حينئذٍ كثرتُكم إذا لم يكن الله معكم بالنصر والأمرُ أن الله مع الكاملين في الإيمان. اهـ.

.قال الألوسي:

{إِن تَسْتَفْتِحُواْ}
خطاب للمشركين على سبيل التهكم فقد روي أنهم حين أرادوا الخروج تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين وأهدي الفئتين وأكرم الحزبين.
وفي رواية أن أبا جهل قال حين التقى الجمعان: اللهم ربنا ديننا القديم ودين محمد الحديث فأي الدينين كان أحب إليك وأرضى عنك فانصر أهله اليوم.
والأول مروي عن الكلبي والسدى، والمعنى إن تستنصروا لأعلى الجندين وأهداهما {فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح} حيث نصر أعلاهما وأهداهما وقد زعمتم أنكم الأعلى والأهدى فالتهكم في المجيء أو فقد جاءكم الهلاك والذلة فالتهكم في نفس الفتح حيث وضع موضع ما يقاله {وَإِن تَنتَهُواْ} عن حراب الرسول عليه الصلاة والسلام ومعاداته {فَهُوَ} أي الانتهاء {خَيْرٌ لَّكُمْ} من الحراب الذي ذقتم بسببه ما ذقتم من القتل والأسر، ومبنى اعتبار أصل الخيرية في المفضل عليه هو التهكم {وَإِن تَعُودُواْ} أي إلى حرابه عليه الصلاة والسلام {نَعُدُّ} لما شاهدتموه من الفتح {وَلَن تُغْنِىَ} أي لن تدفع {عَنكُمْ فِئَتُكُمْ} جماعتكم التي تجمعونها وتستغيثون بها {شَيْئًا} من الاغناء أو المضار {وَلَوْ كَثُرَتْ} تلك الفئة وقرئ {وَلَنْ يُغْنِى} بالياء التحتانية لأن تأنيث الفئة غير حقيقي وللفصل ونصب شيئاف على أنه مفعول مطلق أو مفعول به، وجملة ولو كثرت في الموضع الحال {وَأَنَّ الله مَعَ} أي ولأن الله تعالى معين المؤمنين كان ذلك أو والأمر أن الله سبحانه معهم، وقرأ الأكثر {المسلمين وَأَنْ} بالكسر على الاستئناف، قيل: وهي أوجه من قراءة الفتح لأن الجملة حينئذ تذييل، كأنه قيل: القصد اعلاء أمر المؤمنين وتوهين كيد الكافرين وكيت وكيت، وإن سنة الله تعالى جارية في نصر المؤمنين وخذلان الكافرين، وهذا وإن أمكن اجراؤه على قراءة الفتح لكن قراءة الكسر نص فيه، ويؤيدها قراءة ابن مسعود {والله مَعَ المؤمنين}، وروي عن عطاء وأبي بن كعب، وإليه ذهب أبو علي الجبائي أن الخطاب للمؤمنين، والمعنى إن تستنصروا فقد جاءكم النصر وإن تنتهوا عن التكاسل والرغبة عما يرغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خير لكم من كل شيء لما أنه مدار لسعادة الدارين وإن تعودوا إليه نعد عليكم بالانكار وتهييج العدو ولن تغني عنكم حينئذ كثرتكم إذ لم يكن الله تعالى معكم بالنصر والأمر ان الله سبحانه مع الكاملين في الإيمان، ويفهم كلام بعضهم أن الخطاب في {تَسْتَفْتِحُواْ} و{جَاءكُمْ} للمؤمنين، وفيما بعده للمشركين ولا يخفى أنه خلاف الظاهر جدًا، وأيد كون الخطاب في الجميع للمؤمنين بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ}. اهـ.

.قال الشوكاني:

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}
الاستفتاح: طلب النصر، وقد اختلف في المخاطبين بالآية من هم؟ فقيل: إنها خطاب للكفار تهكمًا بهم، والمعنى: إن تستنصروا الله على محمد فقد جاءكم النصر.
وقد كانوا عند خروجهم من مكة سألوا الله أن ينصر أحق الطائفتين بالنصر، فتهكم الله بهم، وسمى ما حلّ بهم من الهلاك نصرًا.
ومعنى بقية الآية على هذا القول: {وَإِن تَنتَهُواْ} عما كنتم عليه من الكفر والعداوة لرسول الله: {فَهُوَ} أي: الانتهاء {خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ} إلى ما كنتم عليه من الكفر والعداوة {نَعُدُّ} بتسليط المؤمنين عليكم، ونصرهم كما سلطناهم ونصرناهم في يوم بدر {وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ} أي: جماعتكم {شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ} أي: لا تغني عنكم في حال من الأحوال، ولو في حال كثرتها، ثم قال: {وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين} ومن كان الله معه، فهو المنصور، ومن كان الله عليه، فهو المخذول.
قرئ بكسر إن وفتحها، فالكسر على الاستئناف، والفتح على تقدير: ولأن الله مع المؤمنين فعل ذلك.
وقيل: إن الآية خطاب للمؤمنين، والمعنى إن تستنصروا الله فقد جاءكم النصر في يوم بدر، وإن تنتهوا عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم، وفداء الأسرى قبل الإذن لكم بذلك، فهو خير لكم، وإن تعودوا إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم، كما في قوله: {لَّوْلاَ كتاب مّنَ الله سَبَقَ} [الأنفال: 68] الآية، ولا يخفى أنه يأبي هذا القول معنى {وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا} ويأباه أيضًا {وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين} وتوجيه ذلك لا يمكن إلا بتكلف وتعسف.
وقيل إن الخطاب في {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح} للمؤمنين، وما بعده للكافرين، ولا يخفى ما في هذا من تفكيك النظم وعود الضمائر الجارية في الكلام على نمط واحد إلى طائفتين مختلفتين.
وقد أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، وابن منده، والحاكم وصححه، والبهيقي في الدلائل، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير، أن أبا جهل قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف، فأحنه الغداة، فكان ذلك استفتاحًا منه فنزلت: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ} الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن عطية، قال: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أهدى الفئتين، وأفضل الفئتين، وخير الفئتين، فنزلت الآية.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس {إِن تَسْتَفْتِحُواْ} يعني المشركين، أي إن تستنصروا فقد جاءكم المدد.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن مجاهد {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح} قال: كفار قريش في قولهم: ربنا افتح بيننا وبين محمد وأصحابه.
ففتح بينهم يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن عكرمة، في قوله: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ} قال: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن السندي، في قوله: {وَإِن تَنتَهُواْ} قال: عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم، {وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ} قال: إن تستفتحوا الثانية أفتح لمحمد {وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين} قال: مع محمد وأصحابه.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة {وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ} يقول: نعد لكم بالأسر والقتل. اهـ.